صالح مرسي.. عاشق البحر والأدب المُخابراتي
تحل اليوم ذكرى ميلاد، الكاتب والروائي الكبير صالح مرسي الذي اشتهر بكتاباته عن البحر، وعشقه له، حيث عمل في بداية حياته مُساعد مهندس بحري، قبل أن يتحول لكتابة الأدب حيث كتب رواية "زقاق السيد البلطي"، وكتب رواية "البحار مُندي"، ليتحول بعد ذلك للكتابة في الأدب المخابراتي، فقدم أعمالًا روائي تعد علامات في هذا الحقل الروائي الهام، وهي روايات "الحفار"، "دموع في عيون وقحة"، "رأفت الهجان" سامية فهمي"، والمجموعة القصصية، الصعود إلى الهاوية"، ورواية "قاتلة باردة الأعصاب.
خلال السطور التالية نتناول بالعرض أشهر أعمال صالح مرسي الروائية.
رواية "رأفت الهجان"، تدور الرواية حول "بطل" مصري وهو "رأفت الهجان" الذي زرعه جهاز المخابرات العامة المصرية داخل المجتمع الإسرائيلي ليكون عونًا لبلده في صد عدوان ومكائد إسرائيل في فترة مبكرة من عمر الجمهورية.
طوال أحداث الرواية يعكس صالح مرسي "سردًا" حالة الصراع التي يعيشها بطل الرواية، هذا البطل المنقسم إلى شخصين يعيش حياة كل واحد منهم بإتقان شديد، فهو أمام المجتمع الإسرائيلي "ديفيد شارل سمحون"، البطل اليهودي الذي قاوم كل أشكال العنصرية والاضطهاد، وفي قرارة نفسه هو "رأفت الهجان" البطل المصري المُكلف من بلده بحفظ أمنها وسلامها. يعيش في تل أبيب ويفكر أمام المجتمع الإسرائيلي كمواطن يهودي صالح، بينما في حقيقة الأمر هو مواطن وبطل مصري حمل روحه على كفه حتى انتهت مهمته في إسرائيل وغادرها بعد أكثر من 25 عامًا ليعيش في ألمانيا، ويظهر ذلك في أكثر من موضع في الرواية من خلال المنولوج الداخلي، ومن خلال مناقشاته مع ضباط المخابرات المصرية، وحتى في خطاباته السرية التي كان يرسلها لجهاز المخابرات.
رواية الحفار، تدور أحداثها حول حفار تستورده إسرائيل لتباشر به أعمال التنقيب في سيناء المحتلة حينها، الأمر الذي يمثل إهانة مباشرة للدولة المصرية، فعلاوة على أن أرضها محتلة، إلا أن العدو يسعى لنهب ثرواتها وخيراتها، لذا جاءت الأوامر بتنفيذ العملية الشهيرة لتدمير هذا الحفار في المحيط قبل أن يصل إلى وجهته.
وعلى غير المُعتاد، كان البطل في هذه الرواية هو الحفار ذاته، فمجريات الرواية من بدايتها لنهايتها للتبدل وتتغير وفق حركة الحفار ومساره في البحر، كما أن شخوص الرواية جميعهم ينتقلون من مواقعهم، ويتغير خطابهم السردي، وشخصياتهم من بلد لآخر، وفقًا لحركة الحفار.
رواية دموع في عيون وقحة، جاءت مختلفة على كل ما قدمه صالح مرسي من أعمال روائية مخابراتية، وإن كانت الرواية تتناول بطولة "جمعة الشوان"، وتتناول قصة حصول أحد أبطال مصر على أحدث جهاز أتصال من مخابرات العدو.
رواية سامية فهمي، تدور أحداثها حول جولة جديدة من جولات جهاز المخابرات العامة المصرية والمخابرات الإسرائيلية "الموساد" حيث إسقاط واحدة من أهم شبكات الجاسوسية التي كونها الموساد الإسرائيلي في أوروبا، وتدور الحكاية حول الصحفية المصرية سامية فهمي التي ضحت بحبها لخطيبها لتسلمه لجهاز المخابرات المصرية فور علمها بخيانته لبلاده، فالرواية بمثابة عرض لواحدة من أهم جولات جهاز المخابرات المصرية أمام الموساد في أرض ليست مصرية، وبالتأكيد ليست إسرائيلية.
قَدّم صالح مرسي الحكاية في أسلوب سردي بسيط، به حبكة محكمة، وتصاعد للأحداث يدفع القارئ لمتابعة القراءة لمعرفة مصير البطلة التي عرضت حياتها للخطر، فكانت على المحك مع الموساد بعد أن كشفت شبكتهم الجاسوسية، قبل أن تتدخل المخابرات العامة المصرية، لإنقاذها وإعادتها مرة أخرى لأرض الوطن.